تعالا قضيها.......والله الناس معادت لبعضيها

قضيهااا ...... والنااس مبقتشي ( لبعضيها ) !!!


تصحى الصبح.. تغسل وشك..تفطر.. توصل الثانوي.. تقابل ابوعلي وقطروو وابو صلاح وابو سعده..
"صباح الفل ياشباب.. هاه هنقضيها إزاي النهاردة؟"!
"عادي ياعم زي كل يوم.. أي حاجة في أي حاجة... قضيها..."


"مالناس لبعضيها.. !".


***
تدخل "النت كافيه".. ما تلقيش كرسي واحد فاضي.. تسأل "ميدو" صاحب المكان:
"إيه ياعم هو النهارده أجازة رسمية والناس كلها جاية تشيت ولا إيه؟!"
"ولا أجازة ولا حاجة بس انت عارف الكل عاوز يخلص لعبة ....."
يقوم مشاورلك على واحد منهمك اوى ويقول "عندك سيد صاحب محل الحلاقة اللي جنبينا.. بقاله 3 أيام لاصق في الكرسي وكل ده وهو لسه في Level 40 بس!"


.. يالا خلينا نقضيها
"مالناس لبعضيها... !".


***



طيب وانت قاعد تتفرج على قنوات الأغاني وتتابع باستمتاع التمارين الرياضية ال بتقوم بيهال ميلسا وإليسا أوأي مغنية آخرها "يسا"!.. يفتح باباك الاوده عليك ويقول لك وهو متغاظ منك:
"إيه ياعم أحمد.. أنت هتقضي النهار والليل كله قدام التليفزيون ولا إيه؟"


تقول له وانت طبعا لسه متابع التمارين الرياضيه إياها:
"طب أعمل إيه يا والدي بس"


"يابني اعمل أي حاجة مفيدة لحياتك... بدل ما أنت قاعد زي أبو الهول كده مابتتحركش من مكانك.. إن شالله حتى تجري في الشوارع أهي رياضة"


"أجري!.. ده أنت غريب اوى يا والدي ده أنا لما بوصل المطبخ عشان اجيب حاجه بأنهج!.. يا والدي أديني بأقضيها.. ماتيجي تقضيها معايا.. قضيها قضيها..


ده الناس لبعضيها.. !".


***


شفت نفسك قبل كده في مشهد من المشاهد الفائتة دي؟
شفت؟


افتكرت كام مرة قلت فيها الجملة الشبابية الخالدة
"قضيها مالناس لبعضيها" -
لأ مش لازم بعدها يكون فيه !-


خد بالك أن الجملة دي بقت واحدة من أكثر الجمل المتداولة في حياتنا اليومية الشبابية


خدت بالك أكتر أنك لما بتقولها فإنك مش بتبقى عارف تعمل أي حاجة مفيدة أو مهمة وأنه مش بيكون قدامك أي خطة ممكن تحاول تنفذها فبتقولها كده وخلاص يمكن علشان تداري عجزك- بلاش عجز دي كلمة جامدة خليها.. فشلك- برضه جامدة!-.. بس هي وصف صحيح فعلا..


لأنك لما بتقول "قضيها ده الناس لبعضيها" فعلا مش بيكون في دماغك أي خطة للاستفادة من الوقت المتاح قدامك.. مش بنتكلم على خطة خمسية يتم تنفيذها على امتداد خمس سنوات..


وإنما ده أنت بتقول "قضيها والناس لبعضيها" لأنك مش بتكون عارف هتعمل النهارده.. بلاش النهارده.. مش عارف تعمل إيه في الساعة اللي جاية.. بلاش الساعة.. ده بتبقى مش عارف هتعمل إيه في الدقيقة اللي جاية.. فـ"بتقضيها" على أساس "إن الناس لبعضيها"!.



طب تسمح لنا نصدمك في الدستور الشبابي الأصيل
دستو "قضيها والناس لبعضيها"


تسمح..


متشكرين يا ذوق..


طيب خلينى اقولك لك بقى إنك فعلا ممكن تقضيها بس ابقى قابلنى بقى لو اكتشفت إن "الناس لبعضيها"!



بص حواليك هتلاقي إن العصر اللي إحنا عايشين فيه ده مافيهوش حد بيساعد حد مايستحقش.. يعني م الآخر حياة بقت عباره عن شبكة من المصالح والخدمات.. اللي بيعمل حاجة يلاقيها تاني يوم واللي قاعد كده زي ماهو "بيقضيها" هيفضل طول عمره قاعد يقضيها.. لابيطلع قدام ولا حتى بيرجع لورا.. محلك سر..



والناس"اللي المفروض تكون لبعضيها" بتجري من جنبه وكل واحد بيتطور وبيرتقي وهو قاعد زي الباشا يتفرج على "يسا" وبيلعب لعبه معينه وجايز يوصل فيها لـLevel 80 بس في الحياة هيفضل مربوط على "Level 0"


دي مش دعوة للاكتئاب والانغلاق.. مطلقا بتاتا البتة.. العب Games ياعم واعمل اللي عاوز تعمله.. بس حط في دماغك خطة وهدف.. حتى وأنت بتلعب.. قضيها.. بس ماتقضيهاش كلها في "اللاشيء" كده.. قضيها..


بس وأنت عارف أنك هتقضيها لفترة معينة..
تستعيد فيها طاقتك ونشاطك وذهنك الصافي وبعدين انطلق من جديد..


وعلشان مقضيش كام سنه من عمرنا ونرجع نقول زي عمو محمد محي " انا موصلتش لحاجه من اللي حلمت بيها ... سوء اختار دا ولا سذاجه ولا ايه ... رجعت للصفر


عارفين إن التعليم في مصر بعافية وأنك لو كنت خريجا، فوارد جدا أنك متلاقيش شغل إلا بعد 32 سنة من دلوقت.. بس ده مش سبب لأنك "تقضيها" كده في الهواء الطلق..


قضيها وأنت عارف أن محدش هيساعدك إلا أنت.. ومحدش هيخليك تقف على رجليك إلا إذا كنت تستحق ده فعلا... ماحدش بيساعد حد بيقضيها طول حياته..


يعني بعد ماتقضيها Games وسهر وفسح.. اعمل لنفسك جدول لازم تمشي عليه.. مش جدول الضرب ركز معايا شويه بقى
يعنى احنا مثلا داخلينا على سنه جديده حط لنفسك خطه بقى وجدول امشى عليه


جرب كده وقولى
لما "بتقضيها" في أي حاجة واليوم ورا اليوم التاني بيعدي.. إيه اللي بتستفيده؟
وقلى كده لما جربت
أنك تحط لنفسك خطة في أنك تعمل أي حاجة مفيدة لنفسك عملت إيه؟ ونجحت ولا إيه؟



ممكن تكتبلى وتقولى
إزاي ممكن نقضيها.. وإحنا عارفين الناس ماعدتش لبعضيها؟!